النصر يجمع سيميدو ورونالدو- صداقة الطفولة إلى دعم الحياة.

المؤلف: الرياض - إبراهيم الأنصاري10.24.2025
النصر يجمع سيميدو ورونالدو- صداقة الطفولة إلى دعم الحياة.

في يوم الحادي عشر من شهر يناير لعام 1985، أبصر خوسيه سيميدو، العضو البارز في اللجنة الفنية لنادي النصر السعودي، النور في مدينة سيتوبال البرتغالية. انطلقت رحلته المفعمة بالشغف مع كرة القدم في سن مبكرة يافعة، تحديدًا في أكاديمية نادي سبورتينج لشبونة الشهير، حيث التقى للمرة الأولى بأسطورة كرة القدم كريستيانو رونالدو، ومنذ تلك اللحظة نشأت بينهما صداقة متينة وقوية الوطيد.

سيميدو، الذي تألق في مركز قلب الدفاع، أبان عن مهارات كروية رفيعة في الملاعب البرتغالية، إلا أنه لم يحظ بالشهرة العالمية الطنانة التي نالها رفيقه رونالدو.

يدين هذا الفتى الأسمر، ذو القامة الممشوقة التي تبلغ 183 سنتيمترًا ووزنه الرشيق البالغ 73 كيلوجرامًا، بالفضل الجم لرفيق دربه رونالدو، الذي كان سببًا جوهريًا في استمرار مسيرته الرياضية الزاهرة بعد أن كان على وشك مغادرة أسوار سبورتينج لشبونة. ففي تلك الحقبة، اتخذت الإدارة قرارًا بتسريح سيميدو، إلا أنها فوجئت برد فعل عنيف وقوي من جانب رونالدو، الذي أصر بإلحاح شديد على بقاء صديقه، ونجح في مسعاه ذاك، في موقف عظيم لن يمحى من ذاكرة سيميدو أبدًا.

في عام 2007، شد سيميدو الرحال إلى إنجلترا لينضم إلى صفوف نادي تشارلتون أثليتيك في دوري الدرجة الأولى، حيث خاض 79 مباراة، وتمكن من تسجيل هدف يتيم على مدار أربعة أعوام قضاها في صفوف الفريق. في عام 2011، انضم إلى نادي شيفيلد وينزداي، وخاض معه 53 مباراة، قبل أن يعود أدراجه إلى البرتغال لتمثيل نادي فيتوريا سيتوبال في عام 2017، حيث أسدل الستار على مسيرته كلاعب محترف بعد موسمين حافلين.

خلال مسيرته الاحترافية المديدة، شارك سيميدو في أكثر من 200 مباراة، واشتهر بأسلوب لعبه القوي وروحه التنافسية العالية، قبل أن يعلن اعتزاله اللعب نهائيًا في عام 2023.

لم يحقق سيميدو، البالغ من العمر 40 عامًا، ألقابًا كبرى مماثلة لتلك التي أحرزها رونالدو، إلا أنه ترك بصمة واضحة وجلية في الأندية التي لعب لها، لا سيما في إنجلترا، حيث نال جائزة لاعب العام المرموقة مرتين مع نادي شيفيلد وينزداي.

في شهر سبتمبر من عام 2021، فجع خوسيه سيميدو بفقدان زوجته الغالية، سُريا، إثر تدهور حالتها الصحية ودخولها المستشفى جراء مضاعفات صحية متعددة.

خلال هذه الفترة العصيبة والمؤلمة، كان الدون رونالدو سندًا وعونًا كبيرًا لرفيق دربه، الذي مر بحالة نفسية قاسية وصعبة، دفعته لاتخاذ قرار اعتزال كرة القدم لاحقًا.

عندما انتقل رونالدو إلى المملكة العربية السعودية، كان سيميدو، الذي اعتزل كرة القدم حديثًا آنذاك، ضمن خياراته في رحلته الجديدة، إذ وفر لصديقه وظيفة مرموقة، بالإضافة إلى تكفله بشراء منزل فخم له في الرياض، حتى يتمكن من تجاوز الحالة النفسية التي ألمت به جراء فقدان زوجته، وفقًا لما نقلته الصحف البرتغالية.

لم تقتصر صداقته الوطيدة مع رونالدو على ميادين كرة القدم، بل امتدت لتشمل مناحي الحياة الشخصية، حيث تجمعهما علاقة عمل متينة في نادي النصر، ما يعكس ارتباطًا وثيقًا وطويل الأمد بدأ منذ أيام الطفولة البريئة ويستمر حتى يومنا هذا.


سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة